2010/06/15 الساعة 21:26:33 
التغيير- صنعاء- خاص:ساد الحزن الشديد عموم مواطني اليمن بعد إعلان وفاة أشهر مذيع تلفزيوني الإعلامي يحيي علاو.
وتوفي الزميل الإعلامي البارز يحي علاو مساء أمس بعد معاناة شديدة وطويلة مع المرض، حيث كان يعاني منذ عام تقريبا من ورم سرطاني خبيث انتشر في إنحاء جسمه.
وتوفي علاو في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بعد نقله الاربعاء الماضي اثر تدهور حالته الصحية. ودخل منذ ذلك الوقت في غيبوبة إلى ان توفاه الله تعالى.
وحضى علاو بسبب ما قدمه من برامج مميزة بمحبة الناس خاصة في الارياف والقرى التي طالما نقل تفاصيل حياة سكانها عبر برنامجه الشهير "فرسان الميدان".
كان علاو اليوم حديث الناس منذ الاعلان عن وفاته في وقت متأخر من مساء امس والذي سبق "التغيير" في نشر اول خبر عن وفاته.
كما اوقفت فضائية السعيدة التي نقل برنامجه"فرسان الميدان" برامجها منذ امس، وأذاعت القرآن الكريم وبرامج دينية. كما فعلت كذلك قناة "سهيل" التي أعلنت ان علاو كان احد مؤسسيها.
مشاعر الحزن انتقلت الى مواقع الاخبار اليمنية حيث تصدرت اخباره الصفحات الرئيسة للمواقع وحضيت بأكبر عدد من التعليقات كما هو حاصل في موقع "التغيير" و"مآرب برس" وغيرها.
وغطى اللون الاسود صفحات المشتركين اليمنيين في الشبكة الاجتماعية "الفيس بوك" منذ مساء امس ، وزادت التعليقات على المواضيع المرتبطة بوفاة علاو بشكل غير مسبوق.
يقول احد معلقي الفيس بوك عن علاو "بدء حياته البرامجية بالبحث عن الغريب ليبدع للمشاهد اليمني "عالم عجيب"، وغاص في اعماق العلم ليكتشف "قاموس المعرفة"، ثم خاض معركة شهيرة فكان فارس "فرسان الميدان"، ثم انتقل الى عبق التاريخ والحاضر اليمني ليستخرج منهما كنوز" اسواق شعبية".
لقد سادت مشاعر الحزن جميع محافظات اليمن التي طاف حولها وتنقل بين اوديتها وسهولها، ليقدم للمشاهد اليمني والعربي وجبه افطار رمضانية مميزة.
ففي مدينة تعز تناقل المواطنون اليوم ومنذ الصباح الباكر التعازي عبر الرسائل الهاتفية، وكان محور حديث الناس فيما بينهم، ووصف كثير منهم رحيل علاو بالفاجعة لجميع فئات أبناء تعز الذين يكنون للراحل مشاعر فياضة بالإعجاب والحب العميق , نظرا لما كان يتمتع به من قدرات ومؤهلات لفتت أنظار المتابعين والمشاهدين على مستوى البلاد وحظيت برامجه بمتابعة واسعه على المستويين الإقليمي والعربي.
ورصد "التغيير" مشاعر ابناء الحالمة والتي عبرت عن مدى الحزن والفاجعة التي أصابت الجميع لرحيل نجم الإعلامي اليمني المتألق يحيى علاو , وأجمعت على أن وفاته خسارة كبرى ، كونه صحفياً وإعلاميا متميزا ارتبط كثيرا بوجدان الناس وستظل انجازاته الإعلامية باقية.
يقول "غمدان العبسي" طالب بجامعة تعز : إن يحي علاو رجل لن تكفي نعيه الكلمات ولا المفردات فقد كان اعلاميا بارزا مخلصا, أحبه الناس صغار و كبار لأنه كان يحمل رسالة سامية و يؤدي عمله ومهنة بتفان كان مهتما رحمه الله بخدمة الصحافة والاعلام ومرتبط بقضايا الناس وثقافتهم ، رحل علاو وترك أعيننا تدمع لفراقه".
اما "فارس مهدي" موظف فيقول:" المذيع المتألق يحيى علاو كان مثالاً للتفاني في عمله وكان ذا أخلاق عالية جداً ونلاحظ عليه الابتسامة المستمرة وبرحليه فقد اليمن واحدا من رواد الإعلام المخضرمين ووفاته كانت فاجعة لكل يمني فيرحمك الله يا علاو و نسال الله ان يسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون".
وتقول "سامية عبد الرقيب " طالبة بجامعة تعز "علاو كان مذيعاً متميزاً وناجحا تميز في أدائه أمام الكاميرا أو أمام الناس، عرفه ملايين المشاهدين بثقافته الواسعة والتي أهلته بعد ذلك ليكون في الصدارة فتربع وبرامجه القلوب , فوادعا فارس الميدان والي جنات الخلد باذن الله".
ويعتبر"علاء القباطي " ان :" خبر وفاته كانت صاعقة على ابناء اليمن عامة ومحافظة تعز خاصة وبصراحة افتقد الإعلام اليمني لواحد من رجال والذي كان يعد بمثابة العمود الفقر للإعلام في بلدان نحن أيضا سنفتقد هذا الرجل الغالي الذي لم يمت بل حي في قلوب اليمنيين , متسائلا عن حال رمضان لهذا بدون فرسان الميدان ويحيى .. أرفع عزائي لأسرة الراحل ولمحافظة تعز واليمن في هذا المصاب الجلل".
حيث عاش وفي الحديدة سادت مشاعر الحزن عند من عرفوه عن قرب او عند بسطاء المدينة حيث امضي معظم حياته هناك.
يقول عنه عبدالله القدسي:"كان الله يرحمه رجل اعلامي بارز باخلاق عالية مع الجميع وذكي البديهة متدين حافظا للقران وبحر في اللغة العربية وكان عندما يقرأ كتابا يكتشف الاخطاء العلمية او الادبية ويقوم بالتعديل عليها".
ويتابع"كان رحمه الله اجتماعي العشرة تراه دائما مبتسما خلال عشرتي معه سنتين في صنعاء لم ارى احد يشتكي منه من الجيران او الاصدقاء وكنا نسكن في باب القاع وكان نعم الاخ ونعم الصديق، ويعتبر برنامجه فرسان الميدان من افضل البرامج على الاطلاق".
اما المهندس شهاب الشميري فيقول:"كان علاو رحمه الله اعلاميا يحترم كلمته ومواعيده واذا وعد لم يكن يخلف وعده".
ويضيف:"اتصلت به من الحديدة قبل رمضان الماضي عندما تعرفنا على مخترع السيارة والذي طلب ان ينشر اختراعه وبعدها قلت ربما ينسى مع المشاغل كما هي عادة الكثيرين ولكن عندما عزم على الوصول الى الحديدة قبل رمضان فوجئت به يتصل بنا ويحدد موعدا للتصوير وحدث ذلك وعرض الاختراع في البرنامج فرسان الميدان الذي سنفتقده هذا العام".
يقول عبدالماجد الشميري نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة ان "يحي علاو رحمة الله كان يتردد على الحديدة، وكنت اعرف اخوانه من خلال زميلي رضوان علاو الذي توفي العام الماضي والذي كان وكيلا لمدرسة ابوبكر وعرفت علاو بعدها اعلاميا بارعا ويمتلك ثقافة عالية نادر وجودها وكان برنامجه فرسان الميدان الذي طاف بنا الى كل ربوع اليمن كنزا ثريا للثقافة والذي كنا ننتظره على شوق كل يوم في رمضان لنشبع معلوماتنا بكنوز بلادنا والله نسال له الرحمة والغفران وان لله وانا اليه راجعون".
سيرة عطرهربما لم يعرف الكثير من الناس الحياة الشخصية للفقيد يحي علاو لانه لم يكن يهتم بتعريف الناس بحياته، بسبب انشغاله بنقل حياتهم وابداعتهم ومعاناتهم عبر الشاشة الصغيرة.
ولد يحيي علي علاو في دمنة خدير محافظة تعز عام 1962، وغادر بعدها مع والده الى محافظة الحديدة وكان اخر منصب لوالده مديرا للواجبات بمحافظة الحديدة حيث كان لهم منزل على البحر لايعرف أين مكانه ثم انتقل للسكن في الحي التجاري جوار الخدمة المدنية وكان والده رجل دين وفقيه وعالم بالتجويد والفقه والمواريث وبعد تفرق الاولاد ووفاة الوالد تم بيع المنزل وبني بدلا عنه فيلا من ثلاثة ادوار.
درس علاو الثانوية العامة في مدرسة الثورة الثانوية وكان متفوقا وحصل على الترتيب الاول على مستوى الجمهورية عام 1978م وحصل على منحة الى المملكة العربية السعودية مع زميله عبدالغني الشميري وعارف شمسان القدسي في قسم اعلام تخصص اعداد برامج وعمل مدرسا خدمة إلزامية في محافظة الحديدة في مدرسة عمر بن عبد العزيزالثانوية وتتلمذ على بدية عدد من القادة التربويين.
وإثناء عمله بالتدريس كان يقدم برامج إذاعية في إذاعة الحديدة ثم انتقل الى العاصمة صنعاء مع زميل دربه عبدالغني الشميري وسكن الجميع مع طلاب الجامعة حينها من ابناء الحديدة ومنهم عبدالله القدسي مدير مدرسة الشعب الاساسية الثانوية حاليا بالحديدة وظل بدون عمل لمدة سنتين وتم توظيفه بعد سنتين من المطالبات وانتج اول عمل له بالتلفزيون بعنوان " مجلة التلفزيون ".
