تقرير: أنيلكا أحدث المنضمين إلى قائمة "المطرودين"

نيكولا انيلكا وريمون دومينيك
الحوار: 11:19 ص
20
يونيو
2010


مدريد (وكالة الانباء الاسبانية):
أضاف المهاجم الفرنسي نيكولا أنيلكا اسمه إلى قائمة اللاعبين "الملعونين" بعد أن قام اتحاد الكرة في بلاده بطرده من مونديال جنوب أفريقيا، بعد أن وجه سبابا عنيفا لمديره الفني ريمون دومينيك.
ولم يتقبل أنيلكا أن يعاتبه مدربه على أدائه الهجومي الضعيف خلال الشوط الأول من المباراة التي جمعت الفريق بنظيره المكسيكي يوم الخميس الماضي في إطار المجموعة الأولى وخسرها بهدفين نظيفين، ليبقى استمراره في البطولة مرهونا بمعجزة.
ووقعت الحادثة داخل غرف ملابس اللاعبين وكشفت عنها صحيفة "ليكيب" السبت، في نبأ زاد من حالة الانقسام المتفشية بالفعل داخل المنتخب الفرنسي.
ووفقا للصحيفة فإن أنيلكا قام بسب المدير الفني بألفاظ خارجة.
ويمثل طرد أنيلكا حالة جديدة لأخرى عديدة في تاريخ المونديال، تنجم عادة عن مواقف غير منضبطة لبعض اللاعبين، أغلبها ناجم عن قرارات استبدال لا يكون النجوم الكبار على استعداد لقبولها.
فخلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ، طرد السلوفيني زلاتكو زاهوفيتش من قبل اتحاد الكرة في بلاده في السادس من يونيو، بعد دخوله في مشادة مع مديره الفني.
وفصل الاتحاد السلوفيني بذلك في خلاف كان قد وصل إلى حده الأقصى في المباراة التي خسرها منتخب البلاد أمام إسبانيا 3-1 في الثاني من نفس الشهر، بعد أن قرر المدير الفني سريتشكو كاتانيتش استبدال اللاعب في الدقيقة 62 ، وإشراك زميله ميلينكو أسيموفيتش بدلا منه.
ولم يتقبل زاهوفيتش قرار الاستبدال ودخل في نقاش حام مع كاتانيتش عقب اللقاء، بل وحاول الاعتداء عليه. بعدها بأربعة أيام كان على طائرة عائدة به إلى ليوبيليانا.
في نفس ذلك المونديال، كان لصدام "الأنا" بين المدير الفني و"النجم" سابقة خطيرة في منتخب أيرلندا بين روي ماكاي، الذي طالما اعتبره أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد أفضل لاعب خط وسط في العالم، ومدربه مايك مكارثي.
فقد دخل كين، معشوق أيرلندا، في مواجهة مع أسطورة أخرى لمنتخب "الخضر"، هو الحارس المعتزل بات بونر مدرب حراس المرمى في الفريق، بسبب الحالة السيئة لملعب التدريب في "سايبان" اليابانية.
ووفقا لما يرويه براين جانفيل في كتابه "تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم"، كان الحق مع كين سواء لتذمره من الحالة المؤسفة لملعب التدريب أو لما كان يعتبرها فترة إعداد مسترخية للبطولة.
ودخل مكارثي إلى قلب المواجهة، فقام كين بتوجيه سباب جارح إلى مديره الفني وهدد بترك المعسكر وفي النهاية كان المدير الفني هو من اتخذ قرار طرده، بعد أن قال اللاعب إن زملاءه "تصرفوا كالخراف" فيما كان هو "الذئب".
وفي فرنسا عام 1998 ، غادر النجم الكولومبي فاوستينو أسبريا معسكر المنتخب لنفس سبب زاهوفيتش، عدم قبول التبديل في أولى مباريات الفريق أمام رومانيا (في الدقيقة 85) التي خسرها المنتخب اللاتيني بهدف.
وانتهز أسبريا فرصة يوم من الراحة منحه المدير الفني إرنان داريو جوميز للفريق، وأعرب من باريس عن تذمره لاستبداله واتهم مديره الفني بأن لديه لاعبين "غير قابلين للمس" في إشارة إلى النجم الكبير كارلوس فالديراما.
وبعد عودته إلى مقر المعسكر في تور دو بين كانت حقائبه بانتظاره، ولم تشفع له في ذلك الوقت وساطة الرئيس الكولومبي بنفسه إرنستو سامبير.
وطلب أسبريا الصفح في رسالة علنية، لكن طلبه العودة إلى الفريق لم يجد صدى.
وكان للواقعة فصل ثان شهير أيضا. فالصدام والهزيمة أمام رومانيا دفعت رؤساء عدد من الأندية الكولومبية إلى المطالبة باستبدال جوميز بمدرب أجنبي، مما دفع المدير الفني إلى إعلان عدم استمراره مع الفريق.
وكان المونديال الفرنسي قد انطلق بإثارة في ظل استبعاد بول جاسكوين من المنتخب الإنجليزي، وإن كان السبب في تلك المرة لم يكن عدم انضباطه المعتاد.
وقال المدير الفني للفريق في ذلك الحين جلين هودل لتبرير غياب أكثر لاعبي فريقه كاريزما "جاسكوين أقر بأنه بأن حالته البدنية غير جيدة".
لكن السبب الحقيقي كان سهرة ليلية خلال معسكر الفريق بمدينة مورثيا الإسبانية، كان "جازا" هو بطلها الأول.
ويذكر جانفيل في كتابه أن هودل قال إن جاسكوين قام بتحطيم أحد المصابيح وركل عدد من قطع الأثاث وبدا كما لو كان سيعتدي عليه.
وفي الولايات المتحدة عام 1994 ، تسببت إشارة غير لائقة (بإصبع اليد) تجاه الجماهير الألمانية التي انتقدت أداءه السيئ خلال مباراة كوريا الجنوبية، في طرد شتيفان إيفينبرج فورا من المونديال بقرار للمدير الفني بيرتي فوجتس.
وقال فوجتس: "سمحنا له بالكثير من التجاوزات في الماضي، لكن ما فعله أمس كان القشة التي قصمت ظهر البعير"، واعدا بأن إيفينبرج لن يعود لارتداء قميص ألمانيا طالما ظل هو مديرا فنيا للفريق.
ورد إيفينبرج على ذلك بتعال: "لا أفكر في الركوع أمام فوجتس، لأن المنتخب لم يعد أمرا حيويا بالنسبة لي".
منذ ذلك الحين والإصبع الأوسط لليد يعرف في ألمانيا باسم "إيفي"، أما الإشارة التي وجهها اللاعب إلى الجماهير فيطلق عليها "إظهار الإيفي".
وخلال نفس النسخة المونديالية، تعرض لاعب الوسط الروماني إيون فلاديو لنفس مصير إيفينبرج "لعدم خضوعه لقواعد الفريق الانضباطية".
وكان فلاديو قد طرد في المباراة التي خسرها الفريق 4-1 أمام سويسرا لدخوله العنيف على أحد المنافسين، وهو ما كلفه الإيقاف ثلاث مباريات.
وبعد ذلك اليوم دخل لاعب الوسط، الذي كان قد طرد في الماضي من ستياوا بوخارست لتحطيمه أنف لاعب من الفريق الآخر، في عدة صدامات مع الجهاز الفني للمنتخب الروماني كلفته في النهاية الطرد من الفريق.