ليلة قمرية والنجوم تتنفس من عمق السماء, ويزفر القمر آهات من لهيب وسهد الليالي ..
وها أنا أسرح بنظراتي في عمق أمواج البحر المتلألئة التي تعانق نور القمر
الوضاء ناثرة رذاذ من قطرات كالإعصار يغسل جسدي .. أتنهد بعمق وأغمض عيني,
أراكَ تهزج في كياني تغمرني كضباب يبتلع أنفاسي, أتنفسكَ نسيماً يداوي
جراحي.. أرى عينيكَ فرحتين متوهجتين كأشعة شمس الشتاء مثل نشوى اللحن
الدافئ, تغمر أجزائي لترتجف أوصالي عشقاً وولهاً لعينين تتوهجان عاطفة
وحنان.
أراكَ تلملم أنفاسي المبعثرة على وجنتيكَ المشتاقة لهمس شفاهي الحزين,
وأشعر بكَ تسلب مني قلبي بل حياتي تسلب مني رغباتي وأحلامي لتختبئ في دقات
قلبكَ وتحتويني بين ذراعيكَ لتعانق نظراتي نظراتكَ لتبعث رجفة في أوصالي
حتى بت لا أستطيع الكف عن الدوران في أفقكَ..
عرفتكَ نبضاً يجتاح عاطفتي يجعل رياح مشاعري تعصف, ولحن مطري يتبدل بمعزوفة عشقٍ دافئة, لتتلهف أنفاسي بمعانقة أنفاسكَ.
أتعلم.. عندما نتلاقي أشعر بصمتكَ يتوغل في وديان نبضي وأرى الشوق ولهفة العاشق يرقصان في نظرات عينيكَ اللاهية.
أشهد بأنكَ أمل قد ملأ فكري لأشعر برائحة الورود تفوح من حولي ودفء
ابتسامتكَ يحتوي خافقي, مازلت أحيا بكَ وأبحث عن ذاتي في بستانكَ, مازلت
أسري في دماءكَ كالمسك النابع من خلجات رجولتكَ الباعثة في أوردتي نسيم
يجعلني أحلق به فوق الأثير.
أعترف الآن بأنكَ علمت القلب معنى العزف وروضت الروح بعيون الصمت وكبلت الجسد بنظرات الوجد.
أعترف الآن بأنكَ رجلاً يجوب ودياني وبأني أحبكَ بل أهواكَ يا كل العشق.