ما خلف أضواء افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي
تغطية : أحمد رمضان تميز حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام بصفات لم يسبقها إليه أي افتتاح في السنوات الماضية، حيث ظهر بشكل واضح جهد الفنان عزت أبو عوف وفريق عمله في تنظيم المهرجان بدقة وإنسيابية، منحتة جمالاً في الإيقاع وخفة في الظل وتنظيمًا مبهرًا أثار إعجاب الجميع.
فقد تدفق النجوم على مسرح الأوبرا منذ الساعة الخامسة مساءً، أي قبل بدء الحفل بأكثر من ساعة ونصف الساعة، وشهد الدخول تنظيمًا واضحًا في دخول السيارات والضيوف، سمح للجميع بالدخول بنظام وهدوء وصولاً إلى السجادة الحمراء.
وعلى الرغم من المشاركة القليلة للأفلام المصرية، والتي تقتصر على فليمين فقط، إلا أن البساط الأحمر شهد شهد مرور نخبة كبيرة من فناني مصر العمالقة، في حفل الافتتاح المشرف. ومن أول الفنانين الذين حضروا دينا ونادية الجندي، وبشرى، والفنانة الشابة غادة عادل وزوجها.
ثم حضرت دنيا سمير غانم مرتدية فستانًا في غاية الأناقة، وإن لم تقف طويلاً على السجادة الحمراء لتدخل استعدادًا لتقديم الحفل، وهو الأمر الذي شاركها فيه النجم السينمائي الوسيم عمرو واكد.
واستمر ظهور النجوم طوال وقت الاحتفال، فظهرت النجمة نبيلة عبيد بشكل سريع على السجادة الحمراء، كما ظهرت النجمة إلهام شاهين والنجمة ليلى علوي ورجل الأعمال نجيب ساويرس وحرمه، والنجم شريف منير والممثلة الشابة بشرى والممثل خالد أبو النجا، كما ظهرت النجمة المغربية سناء بومزيان، هذا إضافة إلى ضيوف المهرجان من جميع أنحاء العالم، والذين جاء بعضهم مرتديًا ثياب بلاده التقليدية، خصوصًا السيدات الهنديات اللواتي لفتن الأنظار بارتدائهن الساري الهندي، قبل أن يسرع الجميع في الدخول استعدادًا لحضور الحفل.
ولم يتأخر الحفل بشكل كبير هذا العام، فقد بدأ بعد ميعاده المتوقع بعشر دقائق فحسب أو أكثر قليلاً، بظهور الفتيات الثلاث الراقصات اللواتي أطللن علينا طوال الفترة السابقة في إعلانات المهرجان، ليقدمن معًا رقصة تعبر عن تلك اللحظة التي تتحول بها الصورة المرئية إلى لقطة سينما، وأجدن تقديم تلك الفكرة، حيث عبرن عن الألوان الرئيسة الثلاثة، وانتقالهن إلى ما خلف ستارة بيضاء تظهر ظلالهن وهن يكملن آخر لحظات رقصهن هي حركة قامت بنقل هذا المعنى تمامًا للحاضرين.
بعد ذلك ظهرت النجمة الشابة دنيا سمير غانم وزميلها النجم عمرو واكد على خشبة المسرح لتقديم المهرجان، وتبادل كلاهما تقديم البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية التي أجاداها بشكل واضح طوال فترة ظهورهما على المسرح، كما كان واضحًا أنهما قضيا وقتًا مناسبًا في التدرب على ما سيلقيانه من كلمات ترحيب بالنجوم على المسرح، حيث لم يكن هناك لحظة تردد في نطق اسم أي من النجوم رغم صعوبة بعض الأسماء وغرابتها عن الأذن العربية.
وشارك النجمين خشبة المسرح الفنان عزت أبو عوف، رئيس المهرجان، والذي قدم كلمة متميزة بالإنجليزية ترجمها فيما بعد إلى العربية، شكر فيها الوزير الفنان فاروق حسني على دعمه الدائم لمهرجان القاهرة السينمائي، وقدم تحية كبيرة للسينما الهندية ضيفة المهرجان التي صفق لها الجمهور بحرارة، كما قدم تحية أخرى للسينما الجزائرية، مؤكدًا أن "الجزائر عزيزة علينا" عندما قام أحد الحاضرين بالتعليق على استضافة سينما الجزائر في وقت يقف فيه الشعبان منتظرين نتيجة مباراة التأهل بين الفريق المصري والجزائري.
وفي نهاية ترجمته لكلمته إلى العربية أضاف أبو عوف خطابًا قصيرًا وجهه لشخص المهرجان نفسه، مؤكدًا بأنه كان مشروعًا حمله على كتفيه قبل أن يتحول إلى واجب شخصي يقدمه أبو عوف لحبه للمهرجان، منهيًا حديثه بأن المهرجان قد تحمل صعابًا كثيرة وتجاوز مشاكل أكثر، ولكنه أصبح أكثر صلابة وقوة في دورته الثالثة والثلاثين.
وحان وقت صعود وزير الثقافة فاروق حسني إلى المسرح، ليعلن بدء فعاليات المهرجان، ويهدي الدورة الحالية لروح المخرج المعروف الراحل شادي عبد السلام الذي قدم الرائعة المصرية "المومياء"، وليبدأ عرض بعض من مقاطع الفيلم المميز على شاشة العرض.
بعدها بدأ الوزير الفنان ورئيس المهرجان عزت أبو عوف باستقبال لجان التحكيم المختلفة، ويبدأها بلجنة تحكيم الأفلام الديجيتال التي يرأسها المخرج والمنتج النيجيري فيكتور أوخاي وتضم بين أعضائها الممثلة الجزائرية نادية كاسي، والمخرجة والمنتجة المصرية مريان خوري والممثلة الإيطالية إيما بيرو والكاتب الهندي فيكاس سوارب (الذي كتب قصة Q & A التي اقتبس منها فيلم Slumdog Millionair فيما بعد) وغيرهم.
وبعد ذلك، بدأ استقبال أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي يرأسها المخرج الهندي أدور كوبالاكريشنان، وهو من يدعوه زملاؤه في السينما الهندية بأسطورة تمشي على قدمين، وانضم إليه في اللجنة كل من المخرج الجزائري بولقاسم حجاج ومؤسس شركة نوماد الأرجنتينية لإنتاج الأفلام مارسيلو موسينسون والممثلة المصرية هالة فاخر التي صفق لها الحاضرون طويلاً ونادى بعضهم بأسماء بمجرد ظهورها على خشبة المسرح بثوب أزرق طويل جميل، واستمر تصفيق الحاضرين عندما تم إعلان اسم النجم مصطفى فهمي كأحد أعضاء اللجنة أيضًا، واستمر ظهور باقي أعضاء لجنة التحكيم الذين كان يستقبلهم الوزير الفنان ورئيس المهرجان.
أما آخر لجان التحكيم، فهي لجنة تحكيم الأفلام العربية التي يرأسها الممتع دائمًا يحيى الفخراني الذي استقبله الحاضرون بحفاوة، وتضم النجمة غادة عادل والمغربية سناء موزيان والمخرجة الفلسطينية مي مصري وغيرهم.
وسبق ظهور كل من هؤلاء الأعضاء على المسرح، تقديم جميل لهم باللغتين العربية والإنجليزية يوجز الحديث عنهم بكلمات شاعرية بسيطة.
بعد ذلك بدأ تكريم الضيوف نجوم سينما بوليوود المعروفين، حيث تم تقديم الشكر لجميع النجوم والنجمات الكبار في السينما الهندية تقديرًا لهم على حضورهم للمهرجان، وإن اختص بالشكل المخرج أدور كوبالاكريشنان الذي استلم جائزة تقديرية عن مجمل أعماله الفنية.
ثم انتقل التكريم إلى باقي النجوم، وبدأ التكريم مع المخرج الجزائري أحمد راشدي، واستمر مع المونتير الكبير أحمد متولي ومدير التصوير محسن نصر انتهاءً بالمخرج علي عبد الخالق، قبل أن يتم عرض مقاطع فيديو للنجمة شويكار استعدادًا لظهورها على المسرح.
وتم استقبال النجمة شويكار بحفاوة بالغة غير مسبوقة، حيث وقف أغلب الحاضرين مصفقين لها بمجرد ظهورها لاستلام الجائزة، وهو الأمر الذي اهتزت له ضاحكة النجمة المعروفة وجميلة السينما المصرية، قبل أن تبتسم بتواضع مبتعدة عن مركز المسرح.
وتلاها في التكريم النجمة نبيلة عبيد التي وقفت بين الجمهور تستقبل تصفيقه إذ يكرمها قبل أن تصعد إلى المسرح لتستلم جائزتها، وتلقي كلمة قصيرة شكرت فيها المهرجان على تكريمها، وأعلنت دعمها للوزير الفنان فاروق حسني بعد أن خسر اليونسكو لأنه حسب كلامها "ينتصر كثيرًا ويتعثر قليلاً" وتدفقت الدموع من عيونها أثناء الكلمة مما دفع الحاضرين للتصفيق من جديد.
وحان موعد تكريم النجوم العالميين، والذي بدأ مع المخرج البريطاني ماركو بوليكيو، المتخصص بالكوميديا السوداء في السينما الإيطالية، والذي استقبل الحضور بإبتسامة قبل أن يعلن للجميع أن مقاطع الفيديو التي تم عرضها قبل صعوده كانت من فيلم لم يقم هو بإخراجه، مؤكدًا أن الأخطاء تحدث وأنه "لا مشاكل" في ذلك.
ثم أكد النجم عمرو واكد أن عرفي لامبا، أحد أبطال فيلم Slumdog Millionaire متواجد بين الحاضرين، ليقف النجم الهندي الشاب ويرفع يده محييًا الحاضرين الذين قابلوه بتصفيق حاد.
وكانت الوجه الآسيوي الأول في هوليود، النجمة لوسي لو، هي التالية على خشبة التكريم، حيث تم عرض مقاطع من فيلمها "Kill Bill Vol.1" على الشاشة قبل أن تصعد لإستلام الجائزة من وزير الثقافة ورئيس المهرجان.
ومن بعدها حان دور العملاق الأسمر صمويل إل جاكسون الذي عرض له مقاطع من أحد أفلامه، وتم استقباله بحفاوة من الجمهور إثر صعوده على خشبة المسرح لاستلام جائزته.
ونهاية التكريمات الأجنبية كانت مع النجمة سلمى حايك، والتي صعدت إلى المسرح بعد أن استقبلها جميع الحاضرين بحفاوة بالغة، واستلمت جائزتها عقب أن شاهدت مقاطع فيديو من فيلمها "Frida" قبل أن تبدأ كلمتها للحاضرين مؤكدة أنها تؤمن بأن مصر هي قلادة الحظ الخاصة بها، فأول فيلم على الإطلاق قامت حايك بتمثيله كان فيلمًا مكسيكيًا مقتبسًا عن رواية للكاتب الراحل نجيب محفوظ، وأضافت أنها تؤمن بأن الشعب المصري من أكثر الشعوب حفاوة ومحبة لها، جدير بالذكر أن هذه الزيارة تعد الثانية بالنسبة لها لمصر.
وانتهى الحفل بصورة جماعية مع النجوم المكرمين ووزير الثقافة ورئيس المهرجان، وأعلنت دنيا سمير غانم نهاية الحفل، مؤكدة أن الراغبين بمشاهدة فيلم الافتتاح عليهم البقاء في القاعة، وهو فيلم "New York".
وابتدأ الحاضرون بالإتجاه نحو سيارات الليموزين للذهاب إلى قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا لحضور عشاء الافتتاح، وهو العشاء الذي حضره أغلب النجوم المتواجدين في حفل الافتتاح، وتضمن كل من نجوم هوليوود سلمى حايك ولوسي لو وصمويل إل جاكسون ونجوم السينما الهندية ومخرجيها إلى جانب النجوم المصريين
تحياتي صقر الحياة
(انظر للحياة بنظرة اخرى)