Victor Erice
لقد جاء المخرج النادر و البارع، الإسباني فيكتور إيريس إلى كان بثلاثة من أفلامه. و بصفته عضوا في لجنة التحكيم فسيشاهد آخر فيلم للمخرج عباس كياروستامي الذي شاركه في ملصق العرض "فيكتور إيريس/عباس كياروستامي، مراسلات" في مركز بامبيدو سنة 2007. أجاب فيكتور إيريس عن أسئلتنا باللغة الفرنسية. لقد حصلتم سنة 1992 على جائزة التحكيم عن فيلمكم الطويل الثالث، Le Songe de la lumière. فما هو شعوركم اليوم و قد أتيتم للحُكم على نظرائكم ؟ لا أدري، إنها المرة الأولى التي أكون فيها عضوا في لجنة التحكيم، أعتقد أن الأمر سيكون صعبا.
تتطرقون لموضوع الطفولة في عملكم، فأي نوع من الأطفال كنتم؟إن هذا بعيد جدا، لقد فقدت ذلك قليلا. لدي فيلم بعنوان La Morte rouge (للعرض"فيكتور إيريس/عباس كياروستامي، مراسلات") أتحدث فيه عن تجربتي الأولى في السينما. لكني استعملت ضمير الغائب لأن هذا الشخص بعيد عني نوعا ما. كان عمري 6 سنوات, لقد كانت تجربة مدهشة. إلهام و خوف في نفس الوقت.
أي فيلم كان؟ فيلم أمريكي: La Griffe sanglante للمخرج روي وبليام نيل. الرائع في الأمر هو أن هذا الفيلم لم يكن شيئا في تاريخ السينما لكنه بالنسبة لذاك الطفل فقد كان قصة حياته.
ما هي الصورة أو الذكرى التي لديكم عن مهرجان كان؟ ذكرى قديمة جدا. لقد جئت إلى كان كصحفي و كان عمري حينها 20 سنة، لقد كانت تجربة مميزة. كان هناك مخرجي السينما الكبار من أمثال: روبيرت بريسون و لويس بينيل و أنتونيوني و بيرلانغا، المخرجة الإسبانية الرائعة. و قد سبق و جئت إلى كان لأسبوع النقد بفيلمي L’Esprit de la ruche. كان بالنسبة لي هي مكان للقاء بين السينمائيين و الأفلام.
ما السينما التي تحبون؟ السينما الجيدة. ليس للسينما جنسية. إنها لغة عالمية. سينما طفولتي كانت سينما أمريكا الشمالية لأن التوزيع كان رائعا كما هو الحال اليوم نوعا ما. لقد بدأت أشاهد الأفلام في الأربعينيات!أفلام جون فورد و هوارد هاوكس و ميشيل كورتيس و فيكتور فليمين...لكني لم أكن أعرف من يكونون، كنا نختار الأفلام من أجل الممثلين و ليس من أجل المخرجين. و كان دائما اختيارا طفوليا. قديما، كان اللقاء مع السينما تجربة جماعية أما اليوم فالأطفال يستكشفون السينما على شاشات التلفزيون و هذه تجربة منفردة. أعتقد أن هناك فرق كبير بين التجربتين.
أنتم الآن من أكبر المخرجين على الساحة و تلهمون العديد من المخرجين...(تفاجأ) في إسبانيا، ممكن. لأن السينما يفتقد لتقاليد سينمائية حقيقية بسبب تأثر إسبانيا بالحرب الأهلية. و علينا استحضار أن أكبر مخرج في تاريخ إسبانيا، لويس بينيل، كان مخرجا منفيا.
لقد أخرجتم ثلاثة أفلام طويلة خلال أربعين سنة، هل تحملون بأفلامكم لفترة طويلة؟في الأفلام التي أخرجها، هناك دائما ظل للأفلام التي لم أنجح في إنجازها. حينما نكتب فيلما أو نفكر فيه فهناك شيء ما يضل في داخلنا حتى و إن لم ير الفيلم النور. و ستجدون هذه التجربة التي لم تنجح في الفيلم الذي قمت بإخراجه.
ما الذي يجعل هذه الأفلام لا ترى النور؟النقص في التمويل-إن السينما مسألة مادية. و يحصل دائما منتجو أفلامي على حصتهم من الاستثمار و هذا شيء مهم بالنسبة لي.
لماذا تعملون في السينما؟لا أعرف لماذا بالضبط،. يمكن أن يكون ذلك لأني كرست سنوات عديدة من حياتي في ذلك. ليس فقط كمخرج أفلام و لكن كمشاهد أيضا. و أعتقد أن تجربتي كمشاهد أهم بكثير من تجربتي كمخرج.
ما الذي تقومون به حينما لا تعملون في السينما؟أكتب عن السينما. لقد بدأت كتابة مواضيع عن السينما قبل أن أكون مخرجا. أحب أن ألتقي بالشباب و أن أنقل إليهم تحربتي. و لكن للأسف فالشباب الإسباني ليس لهم ثقافة حقيقية عن السينما. فلم يتم إدماج السينما في المقررات الدراسية، خلافا لفرنسا. إن الفن في المدرسة استثناء و لكنه في الحقيقة أساس الثقافة.
ما هي مشاريعكم؟ منذ سنة و أنا أحضر لأفلام قصيرة و كرسام فأنا أحب ذلك كثيرا. إنها سلسلة وثائقية أسميتها Mémoire et Rêve. لقد قمت بتصوير ثلاثة أجزاء و أتمنى أن أصل إلى عشرة أجزاء لأتمكن من عرضها. إنها مقاطع صغيرة أصورها في العالم كله مستفيدا من رحلاتي. و ربما سأصور أحدها هنا في كان.
ما هي مدة هذه الأفلام؟ ليس ثابتا. يتراوح بين 5 إلى 20 دقيقة. و هي أيضا تدور حول السينما و فضاء السينما. إنها أفلام حرفية فأنا أصور مع مهندس للصوت و أنا نفسي وراء الكاميرا. فأنا أومن كثيرا بمقولة روبيرتو بوسيليني: نتمتع بالحرية حينما نكون أكثر فقرا أو أكثر غنى. فالحرية مسألة عد. ينبغي أن نصرف النظر...أود لو أصور أفلاما تقليدية و لكن للأسف, و في انتظار ذلك يمكنني مواصلة التصوير.
تحياتي صقر الحياة
شكر خاص للكاتب والناقد\ صقر منقوش
على التغطية الخاصه لمهرجان كان السينمائي
خاص لمنتديات coool guyz